لماذا الأدوية الأساسية ؟

الأساسيات الكافية لكل أمر لكل أمرٍ أساسٌ لا يستغني عنه أو حدٌ أدنى لا يقومُ إلا به، وتأمينُ أساسيات وأصول أي أمر يعطي مردوداً أفضل في تغطية حاجات الإنسان على اختلاف أنواعها، سواءٌ أكانت هذه الحاجات ماديةً أم معنوية، علمية أم غريزية، دينية أم دنيوية؛ ففي اللغات نجد أنَّ معرفةَ 300 كلمةٍ أساسية من اللغة الإنكليزية تكفي لتغطية ثلاثة أرباع الاستخدامات الضرورية، أما دينياً فتركُ المحرماتِ وأداءُ الفرائضِ يكفى لفلاح المرء الصادق، وترك الكبائر من الذنوب أساسُ النجاة، وترك صغائرها رفعةٌ وكمال للإنسان، وأما الغذاء فتناول بضعة أصنافٍ أساسية ومتوازنة من الطعام تكفي لتغطية غالب ما يحتاجه الإنسان، وعندما يصعب على الحاسوب متابعةُ العمل يكتفي بالبرامج الأساسية في الوضع الآمن، أما العلاج الدوائي - وهو بيت القصيد في هذا الكتاب - فقد ثبت أن 300 إلى 400 نوع من الأدوية تكفي لتغطية 90% من حاجات السكان، وأصبح من المسلمات الطبية أولوية الالتزام بمبادئ الرعاية الصحية الأولية، ومنها توفير الأدوية الأساسية واللقاحات الضرورية، قبل الانشغال بغيرها من الإجراءات الصحية. وهذا الأمر يأخذ أهميةً خاصة في البلدان النامية عموماً والفقيرة منها خصوصاً، ولا يستغني عنه أيُّ بلدٍ في العالم، فالقصْدُ مطلوبٌ في كل الأمور ولجميع البشر، وهو كما نعلم مقاربةُ الأمور دون غلوٍ أو تفريط ، وهو محمودٌ في حالة الغنى، وضروريٌ في حالة الفقر.


مفهومَ الأدوية الأساسية يرتبطُ بجملة من الأمور

فهو أحدُ مكونات الرعاية الصحية الأولية

وركنٌ رئيسي من أركان السياسة الصحية بعامة والدوائية بخاصة

وعليه مدار ترشيد استخدام الدواء

وباعتماده نتمكن من إتاحة الدواء للمرضى

يستعمله القطاع العام للتزود بالأدوية

ويفيد الصناعة كموجه لإنتاج الدواء المحلي

وهو مرجعٌ للتأمينات الصحية

كما يعد من مواضيع التعليم والتدريب الطبي النافعة

ويرتبط بمنظمة الصحة العالمية والعديد من برامجها ولجانها ومنشوراتها

وأخيراً هو مفهوم لا تحبذه الشركات الدوائية العملاقة لأنه يقلل من بيع الكثير من أدويتها.

 
موسوعة العلوم العربية